( كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون فاصبر إن وعد الله حق ) أي:اصبر على مخالفتهم وعنادهم ، فإن الله تعالى منجز لك ما وعدك من نصره إياك ، وجعله العاقبة لك ولمن اتبعك في الدنيا والآخرة ، ( ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ) أي:بل اثبت على ما بعثك الله به ، فإنه الحق الذي لا مرية فيه ، ولا تعدل عنه وليس فيما سواه هدى يتبع ، بل الحق كله منحصر فيه .
قال سعيد عن قتادة:نادى رجل من الخوارج عليا ، رضي الله عنه ، وهو في الصلاة - صلاة الغداة - فقال:( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ) [ الزمر:65] ، فأنصت له علي حتى فهم ما قال ، فأجابه وهو في الصلاة:( فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ) . رواه ابن جرير ، وابن أبي حاتم . وقد رواه ابن جرير من وجه آخر فقال:
حدثنا ابن وكيع ، حدثنا يحيى بن آدم ، عن شريك ، عن عثمان بن أبي زرعة ، عن علي بن ربيعة قال:نادى رجل من الخوارج عليا وهو في صلاة الفجر ، فقال:( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ) ، فأجابه علي وهو في الصلاة:( فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ) .
طريق أخرى:قال ابن أبي حاتم:حدثنا أبي ، حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شريك ، عن عمران بن ظبيان ، عن أبي تحيا قال:صلى علي رضي الله عنه ، صلاة الفجر ، فناداه رجل من الخوارج:( لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ) ، فأجابه علي ، وهو في الصلاة:( فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ) .