يقول تعالى مخبرا عن وصية لقمان لولده - وهو:لقمان بن عنقاء بن سدون . واسم ابنه:ثاران في قول حكاه السهيلي . وقد ذكره [ الله] تعالى بأحسن الذكر ، فإنه آتاه الحكمة ، وهو يوصي ولده الذي هو أشفق الناس عليه وأحبهم إليه ، فهو حقيق أن يمنحه أفضل ما يعرف; ولهذا أوصاه أولا بأن يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا ، ثم قال محذرا له:( إن الشرك لظلم عظيم ) أي:هو أعظم الظلم .
قال البخاري حدثنا قتيبة ، حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، رضي الله عنه ، قال:لما نزلت:( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) [ الأنعام:82] ، شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالوا:أينا لم يلبس إيمانه بظلم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنه ليس بذاك ، ألا تسمع إلى قول لقمان:( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ) .
ورواه مسلم من حديث الأعمش ، به .
ثم قرن بوصيته إياه بعبادة الله وحده البر بالوالدين . كما قال تعالى:( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) [ الإسراء:23] . وكثيرا ما يقرن تعالى بين ذلك في القرآن .