وقوله:( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل ) أي:إنما يظهر لكم آياته لتستدلوا بها على أنه الحق ، أي:الموجود الحق ، الإله الحق ، وأن كل ما سواه باطل فإنه الغني عما سواه ، وكل شيء فقير إليه; لأن كل ما في السماوات والأرض الجميع خلقه وعبيده ، لا يقدر أحد منهم على تحريك ذرة إلا بإذنه ، ولو اجتمع كل أهل الأرض على أن يخلقوا ذبابا لعجزوا عن ذلك ; ولهذا قال:( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير ) أي:العلي:الذي لا أعلى منه ، الكبير:الذي هو أكبر من كل شيء ، فكل شيء خاضع حقير بالنسبة إليه