[ وقوله] ( وشددنا ملكه ) أي:جعلنا له ملكا كاملا من جميع ما يحتاج إليه الملوك .
قال ابن أبي نجيح عن مجاهد:كان أشد أهل الدنيا سلطانا .
وقال السدي:كان يحرسه في كل يوم أربعة آلاف .
وقال بعض السلف:بلغني أنه كان حرسه في كل ليلة ثلاثة وثلاثين ألفا لا تدور عليهم النوبة إلى مثلها من العام القابل .
وقال غيره:أربعون ألفا مشتملون بالسلاح . وقد ذكر ابن جرير وابن أبي حاتم من رواية علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس:أن نفرين من بني إسرائيل استعدى أحدهما على الآخر إلى داود - عليه السلام - أنه اغتصبه بقرا فأنكر الآخر ، ولم يكن للمدعي بينة فأرجأ أمرهما . فلما كان الليل أمر داود - عليه السلام - في المنام بقتل المدعي فلما كان النهار طلبهما وأمر بقتل المدعي فقال:يا نبي الله علام تقتلني وقد اغتصبني هذا بقري ؟ فقال:إن الله - عز وجل - أمرني بقتلك فأنا قاتلك لا محالة . فقال:والله يا نبي الله إن الله لم يأمرك بقتلي لأجل هذا الذي ادعيت عليه ، وإني لصادق فيما ادعيت ولكني كنت قد اغتلت أباه وقتلته ، ولم يشعر بذلك أحد فأمر به داود [ عليه السلام] فقتل .
قال ابن عباس:فاشتدت هيبته في بني إسرائيل وهو الذي يقول الله - عز وجل -:( وشددنا ملكه )
وقوله:( وآتيناه الحكمة ) قال مجاهد:يعني:الفهم والعقل والفطنة . وقال مرة:الحكمة والعدل . وقال مرة:الصواب .
وقال قتادة:كتاب الله واتباع ما فيه .
وقال السدي:( الحكمة ) النبوة .
وقوله:( وفصل الخطاب ) قال شريح القاضي والشعبي فصل الخطاب:الشهود والأيمان .
وقال قتادة:شاهدان على المدعي أو يمين المدعى عليه هو فصل الخطاب الذي فصل به الأنبياء والرسل - أو قال:المؤمنون والصالحون - وهو قضاء هذه الأمة إلى يوم القيامة وكذا قال أبو عبد الرحمن السلمي .
وقال مجاهد والسدي:هو إصابة القضاء وفهمه .
وقال مجاهد أيضا:هو الفصل في الكلام وفي الحكم
وهذا يشمل هذا كله وهو المراد ، واختاره ابن جرير .
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا عمر بن شبة النميري ، حدثنا إبراهيم بن المنذر ، حدثني عبد العزيز بن أبي ثابت عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه عن بلال بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى رضي الله عنه قال:أول من قال:"أما بعد "داود - عليه السلام - وهو فصل الخطاب .
وكذا قال الشعبي:فصل الخطاب:"أما بعد ".