وقد قال الإمام محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة:حدثنا أبو قدامة ، حدثنا وكيع ، حدثنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية قال:كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يظنون أنه لا يضر مع "لا إله إلا الله "ذنب ، كما لا ينفع مع الشرك عمل ، فنزلت:( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم ) فخافوا أن يبطل الذنب العمل .
ثم روي من طريق عبد الله بن المبارك:أخبرني بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان ، عن نافع ، عن ابن عمر قال:كنا معشر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نرى أنه ليس شيء من الحسنات إلا مقبول ، حتى نزلت:( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم ) ، فقلنا:ما هذا الذي يبطل أعمالنا ؟ فقلنا:الكبائر الموجبات والفواحش ، حتى نزلت:( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) [ النساء:48] ، فلما نزلت كففنا عن القول في ذلك ، فكنا نخاف على من أصاب الكبائر والفواحش ، ونرجو لمن لم يصبها .
ثم أمر تعالى عباده المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله التي هي سعادتهم في الدنيا والآخرة ، ونهاهم عن الارتداد الذي هو مبطل للأعمال ; ولهذا قال:( ولا تبطلوا أعمالكم ) أي:بالردة ; ولهذا قال بعدها: