يقول تعالى مخبرا عن بني إسرائيل أن منهم طائفة يتبعون الحق ويعدلون به ، كما قال تعالى:( من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ) [ آل عمران:113] ، وقال تعالى:( وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب ) [ آل عمران:199] ، وقال تعالى:( الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا [ ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون] ) [ القصص:52 - 54] ، وقال تعالى:( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ) الآية [ البقرة:121] ، وقال تعالى:( إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ) [ الإسراء:107 - 109]
وقد ذكر ابن جرير في تفسيرها خبرا عجيبا ، فقال:حدثنا القاسم ، حدثنا الحسين ، حدثنا حجاج ، عن ابن جريج قوله:( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) قال:بلغني أن بني إسرائيل لما قتلوا أنبياءهم ، وكفروا - وكانوا اثني عشر سبطا - تبرأ سبط منهم مما صنعوا ، واعتذروا ، وسألوا الله ، عز وجل ، أن يفرق بينهم وبينهم ، ففتح الله لهم نفقا في الأرض ، فساروا فيه حتى خرجوا من وراء الصين ، فهم هنالك حنفاء مسلمين يستقبلون قبلتنا . قال ابن جريج:قال ابن عباس:فذلك قوله:( وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ) [ الإسراء:104] و "وعد الآخرة ":عيسى ابن مريم - قال ابن جريج:قال ابن عباس:ساروا في السرب سنة ونصفا .
وقال ابن عيينة ، عن صدقة أبي الهذيل ، عن السدي:( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) قال:قوم بينكم وبينهم نهر من شهد