يقول تعالى آمرا عباده أن يوحدوه في مجال عبادته ، ولا يدعى معه أحد ولا يشرك به كما قال قتادة في قوله:( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ) قال:كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم ، أشركوا بالله ، فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يوحدوه وحده .
وقال ابن أبي حاتم:ذكر علي بن الحسين:حدثنا إسماعيل ابن بنت السدي ، أخبرنا رجل سماه ، عن السدي ، عن أبي مالك - أو أبي صالح - عن ابن عباس في قوله:( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ) قال:لم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجد إلا المسجد الحرام ومسجد إيليا:بيت المقدس .
وقال الأعمش:قالت الجن:يا رسول الله ، ائذن لنا نشهد معك الصلوات في مسجدك ، فأنزل الله:( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ) يقول:صلوا ، لا تخالطوا الناس .
وقال ابن جرير:حدثنا ابن حميد ، حدثنا مهران ، حدثنا سفيان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن محمود ، عن سعيد بن جبير:( وأن المساجد لله ) قال:قالت الجن لنبي الله صلى الله عليه وسلم:كيف لنا أن نأتي المسجد ونحن ناءون [ عنك] ؟ ، وكيف نشهد الصلاة ونحن ناءون عنك ؟ فنزلت:( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا )
وقال سفيان ، عن خصيف ، عن عكرمة:نزلت في المساجد كلها .
وقال سعيد بن جبير . نزلت في أعضاء السجود ، أي:هي لله فلا تسجدوا بها لغيره . وذكروا عند هذا القول الحديث الصحيح ، من رواية عبد الله بن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أمرت أن أسجد على سبعة أعظم:على الجبهة - أشار بيديه إلى أنفه - واليدين والركبتين وأطراف القدمين "