وقوله:( فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب ) أي:إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها وقطعت علائقها ، فانصب في العبادة ، وقم إليها نشيطا فارغ البال ، وأخلص لربك النية والرغبة . ومن هذا القبيل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته:"لا صلاة بحضرة طعام ، ولا وهو يدافعه الأخبثان "وقوله صلى الله عليه وسلم:"إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء ، فابدءوا بالعشاء ".
قال مجاهد في هذه الآية:إذا فرغت من أمر الدنيا فقمت إلى الصلاة ، فانصب لربك . وفي رواية عنه:إذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك ، وعن ابن مسعود:إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل . وعن ابن عياض نحوه . وفي رواية عن ابن مسعود:( فانصب وإلى ربك فارغب ) بعد فراغك من الصلاة وأنت جالس .
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس:( فإذا فرغت فانصب ) يعني:في الدعاء .
وقال زيد بن أسلم والضحاك:( فإذا فرغت ) أي:من الجهاد ( فانصب ) أي:في العبادة .