{ وَلَمَّا} ذهبوا و{ دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ} ذلك الفعل{ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا} وهو موجب الشفقة والمحبة للأولاد، فحصل له في ذلك نوع طمأنينة، وقضاء لما في خاطره.
وليس هذا قصورا في علمه، فإنه من الرسل الكرام والعلماء الربانيين، ولهذا قال عنه:{ وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ} أي:لصاحب علم عظيم{ لِمَا عَلَّمْنَاهُ} أي:لتعليمنا إياه، لا بحوله وقوته أدركه، بل بفضل الله وتعليمه،{ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} عواقب الأمور ودقائق الأشياء وكذلك أهل العلم منهم، يخفى عليهم من العلم وأحكامه ولوازمه شيء كثير.