ثم أرشد الله عباده عند سماع مثل هذا الكلام فقال:{ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا} أي:ظن المؤمنون بعضهم ببعض خيرا، وهو السلامة مما رموا به، وأن ما معهم من الإيمان المعلوم، يدفع ما قيل فيهم من الإفك الباطل،{ وَقَالُوا} بسبب ذلك الظن{ سُبْحَانَكَ} أي:تنزيها لك من كل سوء، وعن أن تبتلي أصفياءك بالأمور الشنيعة،{ هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ} أي:كذب وبهت، من أعظم الأشياء، وأبينها. فهذا من الظن الواجب، حين سماع المؤمن عن أخيه المؤمن، مثل هذا الكلام، أن يبرئه بلسانه، ويكذب القائل لذلك.