{ لولا} هلاّ{ إذ سمعتموه} أي الإفك{ بأنفسهم} ظن بعضهم ببعض ، أو ظنوا بعائشة - رضي الله تعالى عنها - كظنهم بأنفسهم{ إفك مبين} كذب بيِّنٌ ، ولم يحد الرسول صلى الله عليه وسلم أحداً من أهل الإفك ؛ لأن الحد لا يقام إلا ببينة أو إقرار ولم ينفذ بإقامته بإخبار الله تعالى كما لا يقتل المنافق بإخباره بنفاقه ، أو حدَّ حسان وابن أُبي ومسطحاً وحمنة فيكون العذاب العظيم الحدُّ .
وقال فيهم بعض المسلمين:
لقد ذاق حسان الذي كان أهله *** وحمنة إذ قالوا هجيراً ومسطحُ
تعاطوا برجم الغيب زوج نبيهم *** وسخطة ذي العرش العظيم فأبرحوا وآذوا رسول الله فيها فَجُلِّلوا *** مَخازي تبقى عُمِّموها وفُضّحوا
كما ابن سلول ذاق في الحد خِزية *** كما خاض في قول من الإفك يفصح فصبت عليهم مُحصدات كأنها *** شآبيب مزن من ذُرى المزن تسفح
وقال حسان يعتذر من إفكه:
حصانٌ رزانٌ ما تُزَنُّ برِيَبةٍ *** وتُصبحُ غَرثَى من لحوم الغَوافِلِ
مطهرة قد طيب الله خلقها *** وطهرها من كل سوء وباطل
عقيلة حي من لؤي بن غالب *** كرام المساعي مجدهم غير زائل
فإن كنت قد قلت الذي قد أتاكم *** فلا رفعتْ سوطي إليّ أنامِلي
وكيف وَوُدّي ما حييتُ ونُصرتي *** لآل رسول الله زين المحافل
وإن الذي قد قيل ليس بلائط *** ولكنه قول امرئٍ غير ماحل .