فلما تبرؤوا منهم قال الله توبيخا وتقريعا للعابدين{ فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ} إنهم أمروكم بعبادتهم ورضوا فعلكم، وأنهم شفعاء لكم عند ربكم، كذبوكم في ذلك الزعم وصاروا من أكبر أعدائكم فحق عليكم العذاب،{ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا} للعذاب عنكم بفعلكم أو بفداء أو غير ذلك،{ وَلَا نَصْرًا} لعجزكم وعدم ناصركم. هذا حكم الضالين المقلدين الجاهلين كما رأيت أسوأ حكم، وأشر مصير.
وأما المعاند منهم الذي عرف الحق وصدف عنه فقال في حقه:{ وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ} بترك الحق ظلما وعنادا{ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا} لا يقادر قدره ولا يبلغ أمره.