لما ذكر تعالى رجوعهم إليه يوم القيامة، ذكر حالهم في مقامهم بين [يديه]فقال:{ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ} الذين أصروا على الذنوب العظيمة،{ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ} خاشعين خاضعين أذلاء، مقرين بجرمهم، سائلين الرجعة قائلين:{ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا} أي:بأن لنا الأمر، ورأيناه عيانًا، فصار عين يقين.
{ فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} أي:صار عندنا الآن، يقين بما [كنا]نكذب به، أي:لرأيت أمرا فظيعًا، وحالاً مزعجة، وأقوامًا خاسرين، وسؤلًا غير مجاب، لأنه قد مضى وقت الإمهال.