ثم ذكر دليلا رابعا فقال:{ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} على سعتهما وعظمهما{ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ} أي:[أن] يعيدهم [بأعيانهم].{ بَلَى} قادر على ذلك، فإن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس.{ وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} وهذا دليل خامس، فإنه تعالى الخلاق، الذي جميع المخلوقات، متقدمها ومتأخرها، صغيرها وكبيرها، كلها أثر من آثار خلقه وقدرته، وأنه لا يستعصي عليه مخلوق أراد خلقه.