{ ثُمَّ} في هذا الموضع، ليس المراد منها الترتيب الزماني، فإن زمن موسى عليه السلام، متقدم على تلاوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هذا الكتاب، وإنما المراد الترتيب الإخباري. فأخبر أنه آتى{ مُوسَى الْكِتَابَ} وهو التوراة{ تَمَامًا} لنعمته، وكمالا لإحسانه.{ عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ} من أُمة موسى، فإن الله أنعم على المحسنين منهم بنِعَم لا تحصى. من جملتها وتمامها إنزال التوراة عليهم. فتمت عليهم نعمة الله، ووجب عليهم القيام بشكرها.{ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ} يحتاجون إلى تفصيله، من الحلال والحرام، والأمر والنهي، والعقائد ونحوها.{ وَهُدًى وَرَحْمَةً} أي:يهديهم إلى الخير، ويعرفهم بالشر، في الأصول والفروع.{ وَرَحْمَةٌ} يحصل به لهم السعادة والرحمة والخير الكثير.{ لَعَلَّهُمْ} بسبب إنزالنا الكتاب والبينات عليهم{ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ} فإنه اشتمل من الأدلة القاطعة على البعث والجزاء بالأعمال، ما يوجب لهم الإيمان بلقاء ربهم والاستعداد له.