وهذا عتاب وحث على النظر إلى حالة الطير التي سخرها الله، وسخر لها الجو والهواء، تصف فيه أجنحتها للطيران، وتقبضها للوقوع، فتظل سابحة في الجو، مترددة فيه بحسب إرادتها وحاجتها.
{ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ} فإنه الذي سخر لهن الجو، وجعل أجسادهن وخلقتهنفي حالة مستعدة للطيران، فمن نظر في حالة الطير واعتبر فيها، دلته على قدرة الباري، وعنايته الربانية، وأنه الواحد الأحد، الذي لا تنبغي العبادة إلا له،{ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} فهو المدبر لعباده بما يليق بهم، وتقتضيه حكمته.