ولهذا قال:{ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ} أي:وقوع ما أخبر به كما قال يوسف عليه السلام حين وقعت رؤياه:{ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ}{ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ} متندمين متأسفين على ما مضى منهم، متشفعين في مغفرة ذنوبهم. مقرين بما أخبرت به الرسل:{ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ} إلى الدنيا{ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} وقد فات الوقت عن الرجوع إلى الدنيا.{ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} وسؤالهم الرجوع إلى الدنيا، ليعملوا غير عملهم كذب منهم، مقصودهم به، دفع ما حل بهم، قال تعالى:{ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}{ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} حين فوتوها الأرباح، وسلكوا بها سبيل الهلاك، وليس ذلك كخسران الأموال والأثاث أو الأولاد، إنما هذا خسران لا جبران لمصابه،{ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} في الدنيا مما تمنيهم أنفسهم به، ويعدهم به الشيطان، قدموا على ما لم يكن لهم في حساب، وتبين لهم باطلهم وضلالهم، وصدق ما جاءتهم به الرسل