شرح الكلمات:
{تأويله}: تأويل ما جاء في الكتاب من وعد ووعيد أي عاقبة ما أنذروا به .
{وضل عنهم}: أي ذهب ولم يعثروا عليه .
المعنى:
وأما الآية الثانية ( 53 ) فقد استبطأ الحق تعالى فيها إيمان أهل مكة الذين جاءهم بالكتاب المفصّل المبيَّن فقال:{هل يَنْظُرون} أي ما ينظرون{إلاّ تأويله} أي عاقبة ما أخبر به القرآن من القيامة وأهوالها ،والنّار وعذابها ،وعندئذ يؤمنون ،وهل ينفع يومئذ الإِيمان ؟وها هم أولاء يقولون{يوم يأتي تأويله} وينكشف الغطاء عما وعد به ،{يقول الذين نسوه من قبل} أي قبل وقوعه ،وذلك في الحياة الدنيا ،نسوه فلم يعملوا بما ينجيهم فيه من العذاب يقولون:{قد جاءت رسل ربنا بالحق} اعرفوا بما كانوا به يجحدون ويكذبون ثم يتمنون ما لا يتحقَق لهم أبداً فيقولون:{فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا ؟أو نردُّ} إلى الدنيا{فنعمل غير الذي كنا نعمل} من الشرك والشر والفساد .وتذهب تمنياتهم أدراج الرياح ،ولم يُرعْهُمْ إلا الإِعلان التالي{قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون} خسروا أنفسهم في جهنم ،وضاع منهم كلُّ أمل وغاب عنهم ما كانوا يفترون من أنَّ آلهتهم وأولياءهم يشفعون لهم فينجونهم من النار ويخلونهم الجنة .
الهداية
من الهداية
- لا ينفع الإِيمان عند معاينة الموت والعذاب كما لا ينفع يوم القيامة .