القول في تأويل قوله تعالى:وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (41)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:وإن كذبك ، يا محمد ، هؤلاء المشركون، وردُّوا عليك ما جئتهم به من عند ربك، فقل لهم:أيها القوم ، لي ديني وعملي ، ولكم دينكم وعملكم، لا يضرني عملكم ، ولا يضركم عملي، وإنما يُجازَى كل عامل بعمله ، (أنتم بريئون مما أعمل) ، لا تُؤْاخذون بجريرته ، (وأنا بريء مما تعملون)، لا أوخذ بجريرة عملكم. (20) وهذا كما قال جل ثناؤه:قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ[سورة الكافرون:1-3] .
* * *
وقيل:إن هذه الآية منسوخة، نسخها الجهاد والأمر بالقتال.
*ذكر من قال ذلك:
17662- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:(وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم) الآية، قال:أمرَه بهذا ، ثم نَسَخه وأمرَه بجهادهم.
------------------------
الهوامش:
(20) انظر تفسير "بريء "فيما سلف 14:12، تعليق:1، والمراجع هناك .