وقوله:( وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ) يقول تعالى ذكره:وأرسل عليهم ربك طيرا متفرقة, يتبع بعضها بعضا من نواح شتي; وهي جماع لا واحد لها, مثل الشماطيط والعباديد ونحو ذلك. وزعم أبو عبيدة معمر بن المثنى, أنه لم ير أحدا يجعل لها واحدا. وقال الفرّاء:لم أسمع من العرب في توحيدها شيئا. قال:وزعم أبو جعفر الرُّؤاسِيّ, وكان ثقة, أنه سمع أن واحدها:إبالة. وكان الكسائي يقول:سمعت النحويين يقولون:إبول, مثل العجول. قال:وقد سمعت بعض النحويين يقول. واحدها:أبيل.
وبنحو الذي قلنا في الأبابيل:قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا سوّار بن عبد الله, قال:ثنا يحيى بن سعيد, قال:ثنا حماد بن سلمة, عن عاصم بن بهدلة, عن زرّ, عن عبد الله, في قوله:( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال:فرق.
حدثنا ابن بشار, قال:ثنا يحيى وعبد الرحمن, قالا ثنا حماد بن سلمة, عن عاصم, عن زرّ, عن عبد الله, قال:الفِرَق.
حدثني عليّ, قال:ثنا أبو صالح, قال:ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, في قوله:( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال:يتبع بعضُها بعضا.
حدثني محمد بن سعد, قال:ثني أبي, قال:ثني عمي, قال:ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله:( وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال:هي التي يتبع بعضها بعضا.
حدثنا ابن المثنى, قال:ثني عبد الأعلى, قال:ثنا داود, عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل, أنه قال في:( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال:هي الأقاطيع, كالإبل المؤَبَّلة.
حدثنا ابن حميد, قال:ثنا يعقوب القُمِّيّ, عن جعفر, عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال:متفرّقة.
حدثنا أبو كُرَيب, قال:ثنا وكيع, قال:ثنا الفضل, عن الحسن ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال:الكثيرة.
حدثنا أبو كُرَيب, قال:ثنا وكيع, عن إسرائيل, عن جابر, عن ابن سابط, عن أبي سلمة, قالا الأبابيل:الزُّمَر.
حدثني محمد بن عمرو, قال:ثنا أبو عاصم, قال:ثنا عيسى, وحدثني الحارث, قال:ثنا الحسن, قال:ثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله:( أَبَابِيلَ ) قال:هي شتى متتابعة مجتمعة.
حدثنا بشر, قال:ثنا يزيد, قال:ثنا سعيد, عن قتادة قال:الأبابيل:الكثيرة.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال:ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة قال:الأبابيل:الكثيرة.
حُدثت عن الحسين, قال:سمعت أبا معاذ يقول:ثنا عبيد, قال:سمعت الضحاك يقول في قوله:( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) يقول:متتابعة. بعضها على أثر بعض.
حدثني يونس, قال:أخبرنا ابن وهب, قال:قال ابن زيد; في قوله:( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال:الأبابيل:المختلفة, تأتي من ها هنا, وتأتي من ها هنا, أتتهم من كلّ مكان.
وذُكر أنها كانت طيرا أُخرجت من البحر. وقال بعضهم:جاءت من قبل البحر.
ثم اختلفوا في صفتها, فقال بعضهم:كانت بيضاء.
وقال آخرون:كانت سوداء.
وقال آخرون:كانت خضراء, لها خراطيم كخراطيم الطير, وأكفّ كأكفّ الكلاب.
حدثني يعقوب, قال:ثنا ابن علية, عن ابن عون, عن محمد بن سيرين, في قوله:( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال:قال ابن عباس:هي طير, وكانت طيرا لها خراطيم كخراطيم الطير, وأكفّ كأكفّ الكلاب.
حدثني الحسن بن خلف الواسطي, قال:ثنا وكيع وروح بن عبادة, عن ابن عون, عن ابن سيرين عن ابن عباس, مثله.
حدثنا أبو كُرَيب, قال:ثنا وكيع, عن ابن عون, عن ابن عباس, نحوه.
حدثنا يعقوب, قال:ثنا هشيم, قال:أخبرنا حسين, عن عكرمة, في قوله:( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال:كانت طيرا خرجت خضرا, خرجت من البحر, لها رءوس كرءوس السباع.
حدثنا ابن بشار, قال:ثنا عبد الرحمن, قال:ثنا سفيان, عن الأعمش, عن أبي سفيان, عن عبيد بن عمير ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال:هي طير سود بحرية, في مناقرها وأظفارها الحجارة.
حدثنا ابن حميد, قال:ثنا مهران, عن سفيان, عن الأعمش, عن أبي سفيان, عن عبيد بن عمير:( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال:سود بحرية, في أظافيرها ومناقيرها الحجارة.
قال:ثنا مهران, عن خارجة, عن عبد الله بن عون, عن ابن سيرين, عن ابن عباس قال:لها خراطيم كخراطيم الطير, وأكفّ كأكفّ الكلاب.
حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعى, قال:ثنا فضيل بن عياض, عن عطاء بن السائب, عن سعيد بن جبير, في قوله:( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال:طير خُضْر, لها مناقير صُفْر, تختلف عليهم.
حدثنا أبو كُرَيب, قال:ثنا وكيع, عن سفيان, عن الأعمش, عن أبي سفيان, عن عبيد بن عمير, قال:طير سود تحمل الحجارة في أظافيرها ومناقيرها.