القول في تأويل قوله:( فَأَتْبَعَ سَبَبًا ) اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة ، فاتبع بوصل الألف، وتشديد التاء، بمعنى:سلك وسار، من قول القائل:اتَّبعت أثر فلان:إذا قفوته ؛ وسرت وراءه. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة ( فَأَتْبَعَ) بهمز الألف، وتخفيف التاء، بمعنى لحق.
وأولى القراءتين في ذلك بالصواب:قراءة من قرأه ( فَاتَّبَعَ) بوصل الألف، وتشديد التاء، لأن ذلك خبر من الله تعالى ذكره عن مسير ذي القرنين في الأرض التي مكن له فيها، لا عن لحاقه السبب، وبذلك جاء تأويل أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن سعد، قال:ثني أبي، قال:ثني عمي، قال:ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( فَاتَّبَعَ سَبَبا ) يعني بالسبب ، المنـزل.
حدثنا محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى ، وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله:(سَبَبا) قال:منـزلا وطريقا ما بين المشرق والمغرب.
حدثنا القاسم، قال:ثنا الحسين، قال:ثني حجاج، عن ابن جريج ، عن مجاهد، نحوه.
حدثني محمد بن عمارة الأسدي، قال:ثنا عبيد الله بن موسى، قال:أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد ( فاتَّبَعَ سَبَبا ) قال:طريقا في الأرض.
حدثنا بشر، قال:يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة ( فاتَّبَعَ سَبَبا ):اتبع منازل الأرض ومعالمها.
حدثني يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال:قال ابن زيد، في قوله ( فاتَّبَعَ سَبَبا ) قال:هذه الآن سبب الطرق (1) كما قال فرعونيَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِقال:طرق السماوات.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال:أخبرنا عبد الرزاق، قال:أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله:( فاتَّبَعَ سَبَبا ) قال:منازل الأرض.
حُدثت عن الحسين، قال:سمعت أبا معاذ يقول:أخبرنا عبيد، قال:سمعت الضحاك يقول، في قوله ( فاتَّبَعَ سَبَبا ) قال:المنازل.
--------------------------------------------------------------------------------
الهوامش:
(1) عبارة الدر:هذه الآن الطرق ، ثم قال:والشيء يكون اسمه واحدا ، وهو متفرق في المعنى .