يقول تعالى ذكره:فأحدثنا لكم بالماء الذي أنـزلناه من السماء بساتين من نخيل وأعناب( لَكُمْ فِيهَا ) يقول:لكم في الجنات فواكه كثيرة.( وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ) يقول:ومن الفواكه تأكلون، وقد يجوز أن تكون الهاء والألف من ذكر الجنات، ويحتمل أن تكون من ذكر النخيل والأعناب. وخصّ جل ثناؤه الجنات التي ذكرها في هذا الموضع، فوصفها بأنها من نخيل وأعناب ، دون وصفها بسائر ثمار الأرض; لأن هذين النوعين من الثمار كانا هما أعظم ثمار الحجاز وما قرب منها، فكانت النخيل لأهل المدينة، والأعناب لأهل الطائف، فذكَّر القوم بما يعرفون من نعمة الله عليهم، بما أنعم به عليهم من ثمارها.