قوله: ( فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب ) أي خلقنا لكم وأحدثنا بهذا الماء بساتين من نخيل وأعناب .وقد خصّ هذين الصنفين من الثمار دون غيرهما من ثمار الأرض ؛لأنهما كانا أعظم ثمار الحجاز .فذكرهم بما يعرفونه من نعم الله عليهم .
قوله: ( لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون ) أي خلق لكم من هذه البساتين العامرة النضرة أصنافا شتى من الفواكه تتفكهون بها وهي ذات ألوان وطعوم كثيرة ومختلفة .والفاكهة معروفة ،وأجناسها الفواكه .وقد اختلفوا فيها .فقال بعض العلماء: كل شيء قد سُمي من الثمار في القرآن نحو العنب والرمان فإنه لا يسمى فاكهة .وعلى هذا لو حلف أن لا يأكل فاكهة فأكل عنبا ورمانا لم يحنث ولم يكن حانثا .وقال آخرون: كل الثمار فاكهة .وإنما كرر في القرآن في قوله تعالى: ( فيها فاكهة ونخل ورمان ) لتفضيل النخل والرمان على سائر الفواكه دونهما .ومثله قوله تعالى: ( وإذ أخذنا من النبيئين ميثاقهم ومنك ومن نوح إبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ) فكرر هؤلاء للتفضيل على النبيين ولم يخرجوا منهم .قال الأزهري من علماء اللغة: ما علمت أحدا من العرب قال: إن النخيل والكروم ثمارها ليست من الفاكهة{[3162]} .