قوله: ( وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن ) ( شجرة ) ،منصوب بالعطف على ( جنات ) ..والتقدير: فأنشأنا لكم به جنات وشجرة تخرج من طور سيناء .و ( سيناء ) ،بفتح السين بمنزلة حمراء .فلم يُصرف للتأنيث .وتنبت بالدهن .بفتح التاء ،والباء للتعدية .وقيل: الباء زائدة ؛لأن الفعل متعد بالهمزة .والتقدير: تنبت الدهن .كقوله: ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) أي لا تلقوا أيديكم{[3163]} .وقيل: الباء للحال ؛أي تنبت ومعها الدهن وهو الزيت .
والمراد بالشجرة هنا: شجرة الزيتون .و ( طور سيناء ) ،أي طور سنين ،وهو الجبل الذي كلم الله عليه موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام .قوله: ( وصبغ للآكلين ) الصبغ ،معناه الأدم ،ينتفع به الناس للأكل والادّهان .وفي هذا روى الإمام أحمد عن مالك بن ربيعة الساعدي الأنصاري قال: قال رسول الله ( ص ):"كلوا الزيت وادّهنوا به ؛فإنه من شجرة مباركة ".