قوله: ( وإن لكم في الأنعام لعبرة ) ( الأنعام ) جمع نعم ،وهي الإبل والبقر والغنم ؛فإن فيها عبرة لمن يعتبر ؛أي فيها ما تعتبرون بحالها ؛إذ يخرج منها اللبن من بين الفرث والدم ،وهو مستطاب طعمه وسائغ شرابه ،إن ذلك مما ينبغي أن تستدلوا به على قدرة الله وعظيم صنعه وهو قوله: ( نسقيكم مما في بطونها ) .
قوله: ( ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون ) منافع الأنعام كثيرة ،بالاستفادة من أصوافها وأوبارها وأشعارها التي تستعمل في صنع الألبسة والأغطية والفرش على اختلاف أصنافها وأشكالها بما يستر جلودكم وأبدانكم ويقيكم ضرر الحر والقرّ ( ومنها تأكلون ) سخرها الله لمنافع بني آدم ومن أعظم ما ينتفعون به من الأنعام أكلها ،فضلا عن وجوه المنافع الكثيرة الأخرى .