{ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً} أي تعتبرون بحالها وتستدلون بها{ نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا} أي من الألبان{ وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ} أي في ظهورها وأصوافها وشعورها ونتاجها{ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ} أي بخلقه وتسخيره وإلهامه .فله الحمد .
قال الزمخشري:والقصد بالأنعام أي الإبل ،لأنها هي المحمول عليها في العادة .وقرنها بالفلك التي هي السفائن ،لأنها سفائن البر .
قال ذو الرمة:
* سفينة بَرٍّ خَدِّي زِمامُها*
قال الشهاب:وجعل الإبل سفائن البر معروف مشهور .وهي استعارة لطيفة .وقد تصرفوا فيها تصرفات بديعة .كقول بعض المتأخرين:
لمن شجر قد أثقلتها ثمارها**** سفائن برّ والسَّراب بحارُها