{ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ( 21 )} .
الأنعام:جمع نعم وهي الإبل والبقر والغنم ، وما يشبهها فيما يؤدي مؤداها ما يزلل للإنسان ، ويكون تحت سلطانه ، ويطوع لإرادته ، وأول ما حكم به سبحانه أن فيها عبرة أي اعتبارا بدلالتها على خلق الخالق وقدرته وإبقائه على الإنسان ، فهي حيوان مسخر للإنسان ، ومع أن له إرادة ، وإن لم تكن عاقلة ، وكونا مستقلا ، سخره الله تعالى للإنسان مطوعة له مستأنسة له ، وذكر من هذه العبر ما في درها من لبن يسقينا إياه رب العالمين ، ولكم فيها منافع ، فيتخذ من أصوافها ، وأوبارها وأشعارها أثاثا ، ويتخذ من جلودها بيوتا وأخبية ،{ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} أي نأكل لحمها فهو حلال طيب ، فحياتها كلها خير تدر لبنا ، ويؤخذ منها أثاث ، وبيوت ومساكن ، ولحمها يؤكل ، وكل هذه نعم يجب علينا شكرها ، ولا يصح أن نكفر بها ، ونشرك بالله تعالى المنعم ، إذ شكر المنعم واجب بحكم العقل والإيمان .