( وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ) يعني بالطلع:الكُفُرَّى.
واختلف أهل التأويل في معنى قوله ( هَضِيمٌ ) فقال بعضهم:معناه اليانع النضيج.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد, قال:ثني أبي, قال:ثني عمي, قال:ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله:( وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ) يقول:أينع وبلغ فهو هضيم.
وقال آخرون:بل هو المتهشم المتفتت.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو, قال:ثنا أبو عاصم, قال:ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال:ثنا الحسن, قال:ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله:( وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ) قال محمد بن عمرو في حديثه تهشم هشيما. وقال الحارث:تهشم تهشّما.
حدثنا القاسم, قال:ثنا الحسين, قال:ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال:سمعت عبد الكريم يقول:سمعت مجاهدا يقول في قوله:( وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ) قال:حين تطلع يقبض عليه فيهضمه.
قال ابن جُرَيج:قال مجاهد:إذا مسّ تهشّم وتفتَّت, قال:هو من الرطب هضيم تقبض عليه فتهضمه.
وقال آخرون:هو الرطب اللين.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا هناد, قال:ثنا أبو الأحوص, عن سماك, عن عكرمة قوله:( وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ) قال:الهضيم:الرطب اللين.
وقال آخرون:هو الراكب بعضه بعضا.
* ذكر من قال ذلك:
حُدثت عن الحسين, قال:سمعت أبا معاذ يقول:أخبرنا عبيد, قال:سمعت الضحاك يقول في قوله:( طَلْعُهَا هَضِيمٌ ) إذا كثر حمل النخلة فركب بعضها بعضا, حتى نقص بعضها بعضا, فهو حينئذ هضيم.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال:الهضيم:هو المتكسر من لينه ورطوبته, وذلك من قولهم:هضم فلان حقه:إذا انتقصه وتحيفه, فكذلك الهضم في الطلع, إنما هو التنقص منه من رطوبته ولينه إما بمسّ الأيدي, وإما بركوب بعضه بعضا, وأصله مفعول صرف إلى فعيل.