( إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ) يقول:إن الشياطين عن سمع القران من المكان الذي هو به من السماء لمعزولون, فكيف يستطيعون أن يتنـزلوا به.
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك, قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا الحسن, قال:أخبرنا عبد الرزاق, قال:أخبرنا معمر, عن قتادة, في قوله:(وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ) قال:هذا القرآن. وفي قوله ( إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ) قال:عن سمع السماء.
حدثنا القاسم, قال:ثنا الحسين, قال:ثني أبو سفيان, عن معمر, عن قتادة, بنحوه, إلا أنه قال:عن سمع القرآن.
والقرّاء مجمعة على قراءة (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ) بالتاء ورفع النون, لأنها نون أصلية, واحدهم شيطان, كما واحد البساتين بستان. وذُكر عن الحسن أنه كان يقرأ ذلك:"وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطُونَ"بالواو, وذلك لحن, وينبغي أن يكون ذلك إن كان صحيحا عنه, أن يكون توهم أن ذلك نظير المسلمين والمؤمنين, وذلك بعيد من هذا.