ومضافاً إلى كل ذلك ،فإن الكهنة أنفسهم كانوا يعترفون أنّهم بعد ولادة النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) انقطعت علاقتهم بالشياطين الذين كانوا يأتونهم بأخبار السماء و ( إنهم عن السمع لمعزوُلون ) .
ويستفاد من سائر آيات القرآن أن الشياطين كانوا يصعدون إلى السماء ويسترقون السمع من الملائكة ،فينقلون ما يدور بين الملائكة من مطالب إلى أوليائهم ،إلاّ أنّه بظهور نبيّ الإسلام( صلى الله عليه وآله وسلم ) وولادته انقطع استراق السمع تماماً ،وزال الارتباط الخبري بين الشياطين وأوليائهم ...
وهذا الأمر كان يعلم به المشركون أنفسهم ،وعلى فرض أن المشركين كانوا لا يعلمون ،فإن القرآن أخبرهم بذلك{[2963]} .
ولذا فقد جعله القرآن دليلا في الآيات الآنفة لدحض ما يتقوله الأعداء ...
وهكذا فقد أجاب القرآن على هذا الاتهام من ثلاثة طرق:
1عدم التناسب بين محتوى القرآن وإلقاء الشياطين .
2عدم قدرة الشياطين على ذلك .
3منع الشياطين من استراق السمع