الهدهد فدخل من كوّة, فألقى الصحيفة عليها, فقرأتها, فإذا فيها:( إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) وكذلك كانت تكتب الأنبياء لا تطنب, إنما تكتب جملا.
قال:ثنا الحسين, قال:ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال:لم يزد سليمان على ما قصّ الله في كتابه إنه وإنه.
حُدثت عن الحسين, قال:سمعت أبا معاذ يقول:أخبرنا عبيد, قال:سمعت الضحاك يقول في قوله:اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْفمضى الهدهد بالكتاب, حتى إذا حاذى الملكة وهي على عرشها ألقى إليها الكتاب.
وقوله:(قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ) والملأ أشراف قومها، يقول تعالى ذكره:قالت ملكة سبأ لأشراف قومها:(يَاأَيُّهَا الْمَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ).
واختلف أهل العلم في سبب وصفها الكتاب بالكريم, فقال بعضهم:وصفته بذلك لأنه كان مختوما.
وقال آخرون:وصفته بذلك لأنه كان من ملك فوصفته بالكرم لكرم صاحبه. وممن قال ذلك ابن زيد.
حدثني يونس, قال:أخبرنا ابن وهب, قال:قال ابن زيد, في قوله:(إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ) قال:هو كتاب سليمان حيث كتب إليها.
وقوله (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) كُسِرت إنَّ الأولى والثانية على الردّ على "إني"من قوله:(إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ). ومعنى الكلام:قالت:يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب, وإنه من سليمان.