ثمّ إن «ملكة سبأ » تحدثت عن مضمون الكتاب فقالت: ( إنّه من سليمان وإنّه بسم الله الرحمن الرحيم ألاّ تعلوا علي واتوني مسلمين ){[2991]} .
ومن البعيدكما يبدوأن يكون سليمان كتب كتابه إلى ملكة سبأ بهذه العبارات «وهذه الألفاظ العربيّة » .إذاً فالجمل الآنفة يمكن أن تكون منقولة بالمعنى ،أو أنّها خلاصة ما كان كتبه سليمان ،وقد أدّتها ملكة سبأ بهذه الوجازة والاقتضاب إلى قومها .
الطريف أن مضمون هذا الكتاب لم يتجاوَز في الواقع ثلاث جمل:
الأولى: ذكر «اسم الله » وبيان رحمانيّته ورحمته .
الثّانية: الأمر بترك الاستعلاء والغرور ..لأنّ الاستعلاء مصدر المفاسد الفرديّة والاجتماعية .
والثّالثة: التسليم والإذعان للحق .
وإذا أمعنا النظر لم نجد شيئاً آخر لابدّ من ذكره .
/خ35