القول في تأويل قوله:أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)
قال أبو جعفر:يعني تعالى ذكره بقوله:"أولئك "، الذين ذكر أنه أعد لهم الجنة التي عرضها السموات والأرض، من المتقين، ووصفهم بما وصفهم به. ثم قال:هؤلاء الذين هذه صفتهم ="جزاؤهم "، يعني ثوابهم من أعمالهم التي وصَفهم تعالى ذكره أنهم عملوها، (33) = "مغفرة من ربهم "، يقول:عفوٌ لهم من الله عن عقوبتهم على ما سلف من ذنوبهم، ولهم على ما أطاعوا الله فيه من أعمالهم بالحسن منها ="جنات "، وهي البساتين (34) = "تجري من تحتها الأنهار "، يقول:تجري خلال أشجارها الأنهار وفي أسافلها، جزاء لهم على صالح أعمالهم (35) = "خالدين فيها "يعني:دائمي المقام في هذه الجنات التي وصفها ="ونعم أجر العاملين "، يعني:ونعم جزاء العاملين لله، الجنات التي وصفها، كما:-
7866- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق:"أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين "، أي ثواب المطيعين. (36)
----------------------
الهوامش:
(33) انظر تفسير:"الجزاء"فيما سلف 2:27 ، 28 ، 314 / 6:576.
(34) انظر تفسير:"الجنات"فيما سلف 1:384 / 5:535 ، 542.
(35) انظر تفسير:"تجري من تحتها الأنهار"فيما سلف 5:542.
(36) الأثر:7866- سيرة ابن هشام 3:116 ، وهو تتمة الآثار التي آخرها:7865.