وقوله ( إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ ) يقول تعالى ذكره:حين أرسلنا إليهم اثنين يدعوانهم إلى الله فكذبوهما فشددناهما بثالث، وقويناهما به.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل &; 20-501 &; .
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال:ثنا أَبو عاصم، قال:ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ ) قال:شددنا .
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا حكام، عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبي بَزَّة، عن مجاهد في قوله ( فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ ) قال:زدنا .
حدثنا يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال:قال ابن زيد، في قوله ( فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ ) قال:جعلناهم ثلاثة، قال:ذلك التعزز، قال:والتعزز:القوة .
وقوله ( فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ) يقول:فقال المرسلون الثلاثة لأصحاب القرية:إنَّا إليكم أيها القوم مرسلون، بأن تُخْلِصوا العبادة لله وحده، لا شريك له، وتتبرءوا مما تعبدون من الآلهة والأصنام.
وبالتشديد في قوله ( فَعَزَّزْنَا ) قرأت القراء سوى عاصم، فإنه قرأه بالتخفيف، والقراءة عندنا بالتشديد، لإجماع الحجة من القراء عليه، وأن معناه، إذا شُدد:فقوينا، وإذا خُفف:فغلبنا، وليس لغلبنا في هذا الموضع كثير معنى.