وقوله ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ) يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل إبراهيم لقومه:والله خلقكم أيها القوم وما تعملون. وفي قوله ( وَمَا تَعْمَلُونَ ) وجهان:أحدهما:أن يكون قوله "ما "بمعنى المصدر، فيكون معنى الكلام حينئذ:والله خلقكم وعملكم.
والآخر أن يكون بمعنى "الذي"، فيكون معنى الكلام عند ذلك:والله خلقكم والذي تعملونه:أي والذي تعملون منه الأصنام، وهو الخشب والنحاس والأشياء التي كانوا ينحتون منها أصنامهم.
وهذا المعنى الثاني قصد إن شاء الله قتادةُ بقوله:الذي حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة:( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ):بِأَيْدِكُمْ