وقوله ( فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ) اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك, فقال بعضهم:معناه:فأوحى الله إلى عبده محمد وحيه, وجعلوا قوله:( مَا أَوْحَى ) بمعنى المصدر.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار, قال:ثنا معاذ بن هشام, قال:ثنا أبي, عن قتادة, عن عكرمة, عن ابن عباس, في قوله ( فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ) قال:عبده محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى إليه ربه.
وقد يتوجه على هذا التأويل "مَا "للوجهين:أحدهما:أن تكون بمعنى "الذي"، فيكون معنى الكلام فأوحى إلى عبده الذي أوحاه إليه ربه. والآخر:أن يكون بمعنى المصدر.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار, قال:ثنا معاذ بن هشام قال:ثني أبي, عن قتادة ( فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ) , قال الحسن:جبريل.
حدثنا ابن حُميد, قال:ثنا مهران, عن أبي جعفر, عن الربيع ( فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ) قال:على لسان جبريل.
حدثنا ابن حُميد, قال:ثنا حكام, عن أبى جعفر, عن الربيع, مثله.
حدثني يونس, قال:أخبرنا ابن وهب, قال:قال ابن زيد, في قوله ( فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ) قال:أوحى جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أوحى الله إليه.
وأولى القولين في ذلك عندنا بالصواب قول من قال:معنى ذلك:فأوحى جبريل إلى عبده محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى إليه ربه, لأن افتتاح الكلام جرى في أوّل السورة بالخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وعن جبريل عليه السلام , وقوله ( فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ) في سياق ذلك ولم يأت ما يدلّ على انصراف الخبر عنهما, فيوجه ذلك إلى ما صرف إليه.