( لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ ).
وقوله:( لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ ) يقول تعالى ذكره:ليس للآزفة التي قد أزفت, وهي الساعة التي قد دنت من دون الله كاشف, يقول:ليس تنكشف فتقوم إلا بإقامة الله إياها, وكشفها دون من سواه من خلقه, لأنه لم يطلع عليها مَلَكا مقرّبا, ولا نبيا مرسلا. وقيل:كاشفة, فأنثت, وهي بمعنى الانكشاف; كما قيل:فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍبمعنى:فهل ترى لهم من بقاء; وكما قيل:العاقبة وماله من ناهية, وكما قيللَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌبمعنى تكذيب,وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْبمعنى خيانة.
القول في تأويل قوله تعالى:أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59)
يقول تعالى ذكره لمشركي قريش:أفمن هذا القرآن أيها الناس تعجبون, أنْ نـزلَ على محمد صلى الله عليه وسلم , وتضحكون منه استهزاءً به, ولا تبكون مما فيه من الوعيد لأهل معاصي الله, وأنتم من أهل معاصيه ( وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ ) يقول:وأنتم لاهون عما فيه من العِبر والذكر, معرضون عن آياته; يقال للرجل:دع عنا سُمودَك, يراد به:دع عنا لهوك, يقال منه:سَمَدَ فلان يَسْمُد سُمُودا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل وإن اختلفت ألفاظهم بالعبارة عنه, فقال بعضهم:غافلون. وقال بعضهم:مغنون. وقال بعضهم:مُبَرْطمون.
* ذكر من قال ذلك: