وقوله ( يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ) يقول تعالى ذكره:يوم يُسحب هؤلاء المجرمون في النار على وجوههم. وقد تأوّل بعضهم قوله ( فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ) إلى النار. وذُكر أن ذلك في قراءة عبد الله ( يَوْمَ يُسْحَبُونَ إِلَى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ).
وقوله ( ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ) يقول تعالى ذكره:يوم يُسحبون في النار على وجوههم, يقال لهم:ذوقوا مَسَّ سقَر, وترك ذكر "يقال لهم "استغناء بدلالة الكلام عليه من ذكره.
فإن قال قائل:كيف يُذاق مسّ سقر, أوَله طعم فيُذاق؟ فإن ذلك مختلف فيه; فقال بعضهم:قيل ذلك كذلك على مجاز الكلام, كما يقال:كيف وجدت طعم الضرب وهو مجاز؟ وقال آخر:ذلك كما يقال:وجدتُ مسّ الحمى يُراد به أوّل ما نالني منها, وكذلك وجدت طعم عفوك. وأما سَقَرُ فإنها اسم باب من أبواب جهنم (2) وترك إجراؤها لأنها اسم لمؤنث معرفة.
------------------------
الهوامش:
(2) الذي في كتب اللغة ، أنها اسم جهنم .