وقوله:( ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) يقول:ذواتا ألوان، واحدها فن، وهو من قولهم:افتن فلان في حديثه:إذا أخذ فى فنون منه وضروب.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني الحسين بن يزيد الطحان، قال:ثنا عبد السلام بن حرب، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله:( ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) قال:ذواتا ألوان.
حدثنا الفضل بن إسحاق، قال:ثنا أبو قتيبة، قال:ثنا عبد الله بن النعمان، عن عكرِمة ( ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) قال:ظل الأغصان على الحيطان، قال:وقال الشاعر:
مـا هـاجَ شَـوْقَكَ مِـنْ هَدِيل حَمامَة
تَدْعُـو عـلى فَنـن الغُصُـونِ حَماما
تَدْعُـوا أبـا فَرْخَـين صَـادَفَ ضاريا
ذا مِخْــلَبين مِــنَ الصُّقُّـورِ قَطامـا (3) .
حدثنا ابن حُميد، قال:ثنا مهران، عن سفيان، عن مجاهد ( ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) قال:ذواتا ألوان.
قال:ثنا مهران، عن أبي سنان ( ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) قال:ذواتا ألوان.
حُدثت عن الحسين، قال:سمعت أبا معاذ يقول:ثنا عبيد، قال:سمعت الضحاك يقول في قوله:( ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) يقول:ألوان من الفاكهة .
وقال آخرون:ذواتا أغصان.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حُميد، قال:ثنا مهران، عن سفيان، عن رجل من أهل البصرة، عن مجاهد ( ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) قال:ذواتا أغصان.
وقال آخرون:معنى ذلك:ذواتا أطراف أغصان الشجر.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال:ثني أبي، قال:ثني عمي، قال:ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله:( ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) يقول:فيما بين أطراف شجرها، يعني:يمسّ بعضها بعضا كالمعروشات، ويقال:ذواتا فضول عن كل شيء.
وقال آخرون:بل عنى بذلك فضلهما وسعتهما على ما سواهما.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:( ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) يعني:فضلهما وسعتهما على ما سواهما.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال:ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله:( ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) قال:ذواتا فضل على ما سواهما.
------------------
الهوامش:
(3) لم أقف على قائل البيتين وأنشد ابن بري في ( اللسان:هدر ) البيت الأول منهما، ولم ينسبه قال صاحب اللسان عن ابن سيده في المحكم:الهديل:صوت الحمام، وخص بعضهم به وحشها، كالدباسي والقماري ونحوهما، هدل يهدل هديلا . وأنشد ابن بري:.... البيت قال:وقد جاء الهديل في صوت الهدهد . ا هـ . والفنفن الغصن المستقيم طولا وعرضا . وقيل الغصن:القضيب، يعني المقضوب، والفنن:ما تشعب منه . والجمع:الأفنان ثم والأفانين .
وقال عكرمة في قوله تعالى:( ذواتا أفنان ) قال:ظل الأغصان على الحيطان . وقال أبو الهيثم:فسرها بعضهم ذواتا أغصان وفسره بعضهم:ذواتا ألوان، واحدها حينئذ:فن ، وفنن. قال أبو منصور:واحد الأفنان، إذا أردت بها ألوان فن . وإذا أردت بها الأغصان:فواحدها فنن. اهـ.
وقال في قطم:والقطامي:الصقر، ويفتح . وصقر قطام ( كسحاب ) وقَطامي وقطامي ( بفتح أوله وضمه ):لحم . قيس يفتحون، وسائر العرب يضمون، وقد غلب عليه اسما، وهو مأخوذ من القطم، وهو المشتهى:اللحم وغيره .ا هـ .