وقوله:( فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا ) اختلف أهل التأويل في معنى الهباء، فقال بعضهم:هو شعاع الشمس، الذي يدخل من الكوة كهيئة الغبار.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال:ثنا أبو صالح، قال:ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله:( فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا ) يقول:شعاع الشمس.
حدثنا ابن حُميد، قال:ثنا حكام، عن عمرو، عن عطاء، عن سعيد ( هَبَاءً مُنْبَثًّا ) قال:شعاع الشمس حين يدخل من الكوّة.
قال:ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، في قوله:( فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا ) قال:شعاع الشمس يدخل من الكوّة، وليس بشيء.
وقال آخرون:هو رهج الدوابّ.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حُميد، قال:ثنا مهران، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليّ رضي الله عنه قال:رهج الدوابّ.
وقال آخرون:هو ما تطاير من شرر النار الذي لا عين له.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال:ثني أبي، قال:ثني عمي، قال:ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله:( فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا ) قال:الهباء:الذي يطير من النار إذا اضطرمت، يطير منه الشرر، فإذا وقع لم يكن شيئا.
وقال آخرون:هو يبيس الشجر الذي تذروه الرياح.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله:( فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا ) كيبيس الشجر، تذروه الرياح يمينا وشمالا.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال:ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله:( هَبَاءً مُنْبَثًّا ) يقول:الهباء:ما تذروه الريح من حطام الشجر.
وقد بيَّنا معنى الهباء في غير هذا الموضع بشواهده، فأغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وأما قوله:( مُنْبَثًّا ) فإنه يعني متفرّقا.