القول في تأويل قوله:وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، معرِّفَه سنّته في الأمم التي قد خَلَت من قبل أمته، ومذكّرَ من كفر به من قريش ، لينـزجروا عما كانوا عليه مقيمين من الشرك بالله ، والتكذيب لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:( وما أرسلنا في قرية من نبي ) ، قبلك=( إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء ) ، وهو البؤس وشَظَف المعيشة وضِيقها= و "الضراء "، وهي الضُّرُ وسوء الحال في أسباب دُنياهم=(لعلهم يضرعون ) ، يقول:فعلنا ذلك ليتضرّعوا إلى ربهم، ويستكينوا إليه، وينيبوا ، (32) بالإقلاع عن كفرهم، والتوبة من تكذيب أنبيائِهم.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك.
14872-حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:( أخذنا أهلها بالبأساء والضراء ) ، يقول:بالفقر والجوع.
* * *
وقد ذكرنا فيما مضى الشواهدَ على صحّة القول بما قلنا في معنى:"البأساء "، و "الضراء "، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (33)
* * *
وقيل:"يضرّعون "، والمعنى:يتضرعون، ولكن أدغمت "التاء "في"الضاد "، لتقارب مخرجهما.
---------------
الهوامش:
(32) انظر تفسير"التضرع"فيما سلف 11:345 ، 414/ 12:485.
(33) انظر تفسير"البأساء"فيما سلف 3:349- 353/ 4:288/11:354
= وتفسير"الضراء"فيما سلف 3:349- 353/ 4:288/ 7:214/ 11:355.