{وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون( 94 ) ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخدناهم بغتة وهم لا يشعرون ( 95 )}
المفردات:
بالبأساء: بالبؤس وشدة الفقر .
والضراء: الضراء المرض .
التفسير
{94-وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء ...} الآية .
تحدثت آيات سابقة في سورة الأعراف عن أحوال الأمم السابقة وهي أمة نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام والمقصود منها التحذير والتخويف لكفار قريش وغيرهم حتى يتركوا الضلال ويستجيبوا لله ولرسوله .
وفي هذه الآية انتقل السياق إلى بيان سنة الله في إنذار المكذبين من الأمم قبل إهلاكهم .
فإذا أرسل الله رسولا إلى أمة من الأمم فقابلته بالتكذيب والعصيان أرسل على أهلها ألوان المحن والشدة والضرر كإصابتهم بالمرض ونقص الأموال والأنفس والثمرات ؛إنذارا لهم وتحذيرا لهم من الاستمرار في العناد والمكابرة .
{لعلهم يضرعون} .
أي فعلنا بهم هذا البلاء وأنزلنا بهم هذه الشدائد: لكي يتضرعوا ويتذللوا ويتوبوا من ذنوبهم .
فما يأخذ الله به الغافلين من الشذائذ والمحن ،ليس من أجل التسلية والتشفى –تعالى الله عن ذلك –وإنما من أجل أن ترقّ القلوب الجامدة وتتعظ المشاعر الخامدة ،ويتجه البشر الضعاف إلى خالقهم يتضرعون إليه ويستغفرونه ،عما فرط منهم من خطايا .
ونلاحظ هنا ما يأتي:
1-تكذيب المكذبين للرسل هو السبب في إنزال البلاء بهم وليس مجرد إرسال الرسل .
2- يبتلي الله المكذبين للرسل بالبلاء تارة وبالنعماء تارة أخرى .