(وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا) يقول تعالى ذكره:وجعلنا الليل لكم غشاء يتغشاكم سواده، وتغطيكم ظلمته، كما يغطي الثوب لابسه لتسكنوا فيه عن التصرّف لما كنتم تتصرّفون له نهارا؛ ومنه قول الشاعر:
فلمَّـا لَبِسْـن اللَّيْـلَ أوْ حِـينَ نَصَّبَتْ
لـه مِـنْ خَـذا آذانِهـا وَهْـوَ دَالِـحُ (1)
يعني بقوله "لبسن الليل ":أدخلن في سواده فاستترن به.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا مهران، عن سفيان، عن قتادة (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا) قال:سكنا.
--------------------------
الهوامش:
(1) تقدم استشهاد المؤلف بهذا البيت في الجزء ( 11:146 ) وهو في ديوان ذي الرمة . والرواية فيه "جانح "في موضع "دالح ". والدالح:الذي يمشي بحمله وقد أثقله . ( انظر ديوان ذي الرمة 108 ) .