{ وجعلنا الليل سباتا} أي كاللباس بإحاطة ظلمته بكل أحد وستره لهم .
قال الرازي ووجه النعمة في ذلك ،أن ظلمة الليل تستر الإنسان عن العيون إذا أراد هربا من عدو أو بيانا له أو إخفاء ما لا يحب الإنسان إطلاع غيره عليه قال المتنبي:
وكم لظلام الليل عندي من يد *** تخبر أن المانوية تكذب
وأيضا ،فكما أن الإنسان بسبب اللباس يزداد جماله وتتكامل قوته ويندفع عنه أذى الحر والبرد ،فكذا لباس الليل بحسب ما يحصل فيه من النوم يزيد في جمال الإنسان وفي طراوة أعضائه وفي تكامل قواه الحسية والحركية ويندفع عنه أذى التعب الجسماني وأذى الأفكار الموحشة .