وقوله:(وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا) يقول:ولنخرج بذلك الغيث جنات، وهي البساتين، وقال:(وَجَنَّاتٍ) والمعنى:وثمر جنات، فترك ذكر الثمر استغناء بدلالة الكلام عليه من ذكره. وقوله:(أَلْفَافًا) يعني:ملتفة مجتمعة.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، ثنا أبو صالح، قال:ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله:(وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا) قال:مجتمعة.
حدثني محمد بن سعد، قال:ثني أبي، قال:ثني عمي، قال:ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس (وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا) يقول:وجنات التفّ بعضها ببعض.
حدثني محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا) قال:ملتفة.
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:(وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا) قال:التفّ بعضها إلى بعض.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال:ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله:(وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا) قال:التفّ بعضها إلى بعض.
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا مهران، عن سفيان (وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا) قال:ملتفة.
حدثني يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال:قال ابن زيد، في قوله:(وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا) قال:هي الملتفة، بعضها فوق بعض.
واختلف أهل العربية في واحد الألفاف، فكان بعض نحويي البصرة يقول:واحدها:لَفٌّ. وقال بعض نحويِّي الكوفة:واحدها:لف ولفيف، قال:وإن شئت كان الإلفاف جمعا واحده جمع أيضا، فتقول:جنة لفَّاء، وجنات لفّ، ثم يجمع اللَّفَّ ألفافا.
وقال آخر منهم:لم نسمع شجرة لفة، ولكن واحدها لفاء، وجمعها لفّ، وجمع لفّ:ألفاف، فهو جمع الجمع.
والصواب من القول في ذلك أن الألفاف جمع لفّ أو لفيف، وذلك أن أهل التأويل مجمعون على أن معناه:ملتفة، واللفاء، هي الغليظة، وليس الالتفاف من الغلظ في شيء، إلا أن يوجه إلى أنه غلظ الالتفاف، فيكون ذلك حينئذ وجها.