وقوله:(إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا) يقول تعالى ذكره:إن هؤلاء الكفار كانوا في الدنيا لا يخافون محاسبة الله إياهم في الآخرة على نعمه عليهم، وإحسانه إليهم، وسوء شكرهم له على ذلك.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:(لا يَرْجُونَ حِسَابًا) قال:لا يبالون فيصدّقون بالغيب.
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد عن قتادة، قوله:(إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا) أي:لا يخافون حسابا.
حدثني يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال:قال ابن زيد، في قوله:(إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا) قال:لا يؤمنون بالبعث ولا بالحساب، وكيف يرجو الحساب من لا يوقن أنه يحيا، ولا يوقن بالبعث، وقرأ قول الله:بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُونَ * قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا... إلى قوله:أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ. وقرأهَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ... إلى قوله:جَدِيدٍفقال بعضهم لبعض:ماله إلى قوله:أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌالرجل مجنون حين يخبرنا بهذا.