وقوله:( وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ) اختلف أهل التأويل في تأويله، فقال بعضهم:معناه:والليل إذا أقبل بظلامه.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال:ثني أبي، قال:ثني عمي، قال:ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ) يقول:والليل إذا أقبل.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال:ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن، في قول الله:( وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ) قال:إذا لَبِسَ الناس، إذَا جاء.
وقال آخرون:بل معنى ذلك:إذا ذهب.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني علي، قال:ثنا أبو صالح، قال:ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس ( وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ) يقول:إذا ذهب.
وقال آخرون:معناه:إذا استوى وسكن.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حُميد، قال:ثنا مِهْران؛ وحدثنا أبو كُرَيب، قال:ثنا وكيع، جميعا عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ) قال:إذا استوى.
حدثني محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ) قال:إذا استوى
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة ( وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ) سكن بالخلق.
حُدثت عن الحسين، قال:سمعت أبا معاذ يقول:ثنا عبيد، قال:سمعت الضحاك يقول، في قوله:( وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ) يعني:استقراره وسكونه.
حدثني يونس، قال:أخبرني ابن وهب، قال:قال ابن زيد، في قوله:( وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ) قال:إذا سكن، قال:ذلك سجوه، كما يكون سكون البحر سجوه.
وأولى هذه الأقوال بالصواب عندي في ذلك قول من قال معناه:والليل إذا سكن بأهله، وثبت بظلامه، كما يقال:بحر ساج:إذا كان ساكنا؛ ومنه قول أعشى بني ثعلبة:
فَمَـا ذَنْبُنـا إنْ جـاشَ بَحْرُ ابنِ عَمِّكم
وَبحْـرُكَ سـاجٍ مـا يُوَارِي الدَّعامِصَا (4)
وقول الراجز:
يا حَبَّذَا القَمْرَاءُ وَاللَّيْلُ السَّاجْ
وطُرُقٌ مِثْلُ مُلاءِ النَّسَّاجْ (5)