وقوله:( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) وهذا جواب القسم، ومعناه:ما تركك يا محمد ربك وما أبغضك. وقيل:( وَمَا قَلَى ) ومعناه. وما قلاك، اكتفاء بفهم السامع لمعناه، إذ كان قد تقدّم ذلك قوله:( مَا وَدَّعَكَ ) فعرف بذلك أن المخاطب به نبيّ الله صلى الله عليه وسلم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال:ثنا أبو صالح، قال:ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله:( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) يقول:ما تركك ربك، وما أبغضك.
حدثني يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال:قال ابن زيد، في قوله:( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) قال:ما قلاك ربك وما أبغضك؛ قال:والقالي:المبغِض.
وذُكر أن هذه السورة نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم تكذيبا من الله قريشا في قيلهم لرسول الله، لما أبطأ عليه الوحي:قد ودّع محمدًا ربه وقلاه.
* ذكر الرواية بذلك:
حدثني عليّ بن عبد الله الدهان، قال:ثنا مفضل بن صالح، عن الأسود بن قيس العبديّ، عن ابن عبد الله، قال:لما أبطأ جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت امرأة من أهله، أو من قومه:ودّع الشيطان محمدا، فأنـزل الله عليه:( وَالضُّحَى )... إلى قوله:( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) .
قال أبو جعفر:ابن عبد الله:هو جندب بن عبد الله البجلي.
حدثني محمد بن عيسى الدامغاني، ومحمد بن هارون القطان، قالا ثنا &; 24-486 &; سفيان، عن الأسود بن قيس سمع جندبا البجليّ يقول:أبطأ جبريل على النبيّ صلى الله عليه وسلم حتى قال المشركون:ودّع محمدا ربه، فأنـزل الله:( وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) .
حدثنا ابن المثنى، قال:ثنا محمد بن جعفر، قال:ثنا شعبة، عن الأسود بن قيس، أنه سمع جندبا البجلي قال:قالت امرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم:ما أرى صاحبك إلا قد أبطأ عنك، فنـزلت هذه الآية:( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) .
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا مهران، عن سفيان، عن الأسود بن قيس، قال سمعت جندب بن عبد الله يقول:إن امرأة أتت النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالت:ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فنـزلت:( وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) .
حدثنا ابن أبي الشوارب، قال:ثنا عبد الواحد بن زياد، قال:ثنا سليمان الشيباني، عن عبد الله بن شدّاد أن خديجة قالت للنبيّ صلى الله عليه وسلم ما أرى ربك إلا قد قلاك، فأنـزل الله:( وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) .
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) قال:إن جبريل عليه السلام أبطأ عليه بالوحي، فقال ناس من الناس، وهم يومئذ بمكة، ما نرى صاحبك إلا قد قلاك فودّعك، فأنـزل الله ما تسمع:( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) .
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال:ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله:( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) قال:أبطأ عليه جبريل، فقال المشركون:قد قلاه ربه وودّعه، فأنـزل الله:( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) .
حُدثت عن الحسين، قال:سمعت أبا معاذ يقول:ثنا عبيد، قال:سمعت الضحاك يقول في قوله:( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) مكث جبريل عن محمد صلى الله عليه وسلم، فقال المشركون:قد ودّعه ربه وقلاه، فأنـزل الله هذه الآية .
حدثني محمد بن سعد، قال:ثني أبي، قال:ثني عمي، قال:ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) قال:لما نـزل عليه القرآن، أبطأ عنه جبريل أياما، فعُيّر بذلك، فقال المشركون:ودّعه ربه وقلاه، فأنـزل الله:( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) .
حدثنا أبو كُرَيب، قال:ثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال أبطأ جبريل على النبيّ صلى الله عليه وسلم، فجزع جزعا شديدا، وقالت خديجة:أرى ربك قد قلاك، مما نرى من جزعك، قال:فنـزلت ( وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى )... إلى آخرها .