وقوله:فَانْطَلَقا بيان لما حدث منهما بعد أن استمع كل واحد منهما إلى ما قاله صاحبه.
أى فانطلق موسى والخضر- عليهما السلام- على ساحل البحر، ومعهما يوشع بن نون، ولم يذكر في الآية لأنه تابع لموسى.
ويرى بعضهم أن موسى- عليه السلام- صرف فتاه بعد أن التقى بالخضر.
أخرج الشيخان عن ابن عباس:أنهما انطلقا يمشيان على ساحل البحر فمرت بهما سفينة فكلموهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر فحملوهما بغير نول:أى أجر، .
وقوله:حَتَّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها بيان لما فعله الخضر بالسفينة.
أى:فانطلقا يبحثان عن سفينة، فلما وجداها واستقرا فيها، ما كان من الخضر إلا أن خرقها. قيل:بأن قلع لوحا من ألواحها.
وهنا ما كان من موسى إلا أن قال له على سبيل الاستنكار والتعجب مما فعله:أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها ... أى:أفعلت ما فعلت لتكون عاقبة الراكبين فيها الغرق والموت بهذه الصورة المؤلمة؟
لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً، والإمر:الداهية. وأصله كل شيء شديد كبير، ومنه قولهم:
إن القوم قد أمروا. أى:كثروا واشتد شأنهم. ويقال:هذا أمر إمر، أى:منكر غريب.
أى:قال موسى للخضر بعد خرقه للسفينة:لقد جئت شيئا عظيما، وارتكبت أمرا بالغا في الشناعة. حيث عرضت ركاب السفينة لخطر الغرق.