قوله تعالى:{حتى إذا ركبا في السّفينة خرقها ...} الآية [ الكهف: 71] .
قاله بغير فاء ،وقال بعد:{حتى إذا لقيا غلاما فقتله} [ الكهف: 74] بالفاء ،لأنه جعل خرقها جزاء الشرط ،فلم يحتج للفاء ،وجعل قتل الغلام من جملة الشرط ،فعطفه عليه بالفاء ،وجزاء الشرط قوله:{قال أقتلت نفسا زكيّة بغير نفس} [ الكهف: 74] .
قوله تعالى:{لقد جئت شيئا إِمرا} [ الكهف: 71] .
قاله بلفظ"الإِمر "لأنه للعجب ،والعجب كما يكون في الخير ،يكون في الشرّ ،وقاله بعد في قتل الغلام بلفظ"نُكْراً "لأنه لا يكون إلا في الشرّ ،وقتل النفس أعظم من مجرّد خرق السفينة ،فناسب كلّ ما هو فيه ،ولذلك قال في خرق السفينة{ألم أقل إنك} [ الكهف: 72] بحذف"لك "وفي قتل الغلام{ألم أقل لك إنك} بذكره ،ولأن في ذكره ،قصد زيادة المواجهة ،بالعتاب على ترك الوصيّة مرة ثانية .